لا يزال الذهب يسجل مستوى قياسي شهراً تلو الآخر، حيث إفتتح سنة 2025 بكسر مستويات قياسية جديدة من دون حتى إجراء تصحيح يذكر حيث إغلق عند مستوى 2630 سنة 2024 بعدما أن سجل 2790 كأعلى مستوى.
حتى اليوم 25 مارس 2025, حقق الذهب مكاسب تقدر ب-445$ في سنة 2025.
يكثر الحديث أو المزايدات عن المستويات التي يمكن أن يبلغها الذهب في سنة 2025, حيث يتحدث البعض عن مستويات تصل إلى 4000 أو 6000$ للأونصة الواحدة، ولكن أين هذة الأرقام من النظرة التقنية للذهب ؟
أهم المحللون أو كبار المستثمرين مثل جولدمان ساكس، أو جاي بي مورغان، لم يتخطوا عتبة 3100$ بعد.
في آخر مقال نشر لجاي بي مورغان، كان ملخص المقال بأن
-ارتفعت أسعار الذهب في عام 2025، حيث دفع تركيز الرئيس ترامب على التعريفات الجمركية المعدن إلى مستويات مرتفعة جديدة.
-وتعني محركات الطلب المتنوعة والمتغيرة للذهب أنه ارتفع في كلتا الفترتين اللتين شهدتا انخفاض العوائد الأمريكية وارتفاعها وهو في وضع جيد ليكون بمثابة تحوط في حالة عدم اليقين السياسي في عام 2025.
-على المدى الطويل، لا تزال التوقعات لعام 2025 بالنسبة للمعدن صاعدة. من المتوقع أن ترتفع الأسعار نحو 3000 دولار للأونصة في عام 2025.
أما جولدمان ساكس صرح التالي
ما هي المخاطر التي تهدد توقعات السعر الجديد؟
هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى انخفاض سعر الذهب أو تجاوز توقعات جولدمان ساكس للأبحاث بارتفاع الذهب إلى 3100 دولار للأونصة بنهاية العام.
وبشكل عام، تميل هذه المخاطر إلى الاتجاه الصعودي - فمن المرجح أن تدفع السعر إلى أعلى من التوقعات. على سبيل المثال، إذا ظلت حالة عدم اليقين بشأن السياسات مرتفعة أو استمرت المخاوف المستمرة بشأن التعريفات الجمركية في دفع الطلب على أصول الملاذ الآمن، يتوقع الفريق أن الاستثمار في الذهب المضاربي قد يدفع الأسعار إلى ارتفاع يصل إلى 3,300 دولار بحلول ديسمبر 2025.
وكتب توماس: ”نرى أيضًا مخاطر صعودية لتوقعاتنا لأسعار الذهب من طلب أقوى من المتوقع من البنوك المركزية على ارتفاع حالة عدم اليقين بشأن السياسة الأمريكية“. وتضيف أنه إذا بلغت مشتريات البنوك المركزية 70 طنًا شهريًا في المتوسط، فقد ترتفع أسعار الذهب إلى 3,200 دولار بحلول نهاية عام 2025.
بنك أوف أمريكا BOFA توقع للذهب أن يصل إلى 3000$ أيضاً في فبرارير 2025.
إذاً حتى الآن، توقعات الذهب بأن يسجل مستويات بن 3100 و-3300$ للأونصة كأقصى حد من قبل أهم المحللين.
بغض النظر عن العوامل التي تدفع بالذهب إلى الصعود مثل إرتفاع التضخم العالمي والتوترات الجيوسياسية، يبقى للتحليل التقني أيضاً تأثيره على الأهداف الذي يمكن أن يسجلها السوق، وعندما تتحق الأهداف، غالباً ما يتم إغلاق مراكز الشراء وهذا يعني أن السوق أصبح بائع للسعر.

تقنياً على الشارت فرايم شهري هناك هدفاً مهمان للذهب، الأول 3100 والثاني هو 3270 وهو مستوى 1.618% فيبوناتشي من مستوى 1150$ في عام 2015 إلى 2085 في عام 2020, وغالباً هذا الهدف عندما يتحقق، يتبعه هبوط قوي في الأسعار أو تصحيح أو بداية ترند هابط كتصحيح. وإذا ما قارنا الأهداف الذي ذكرناها في فريق FBS مع كبار المحللين مثل جاي بي مورغان أو غولدمان ساكس، نجد أن هناك تقارب في وجهات النظر من حيث الأهداف الذي يمكن أن يصل إليها الذهب. ونضيف إلى ذالك فشل الفضة من كسر مستوى 35.00 إلى الآن يجعلنا نشك بأن رحلة الذهب قد تكون شارفت على النهاية.
وأضف إلى ذالك، بدأ الذهب بإظهار إنحراف قوي على فرام يومي، إسبوعي وشهري مما ينذر أو يحذر من إقتراب موجة تصحيح قوية
هل هذا يعني أن الذهب لن يسجل مستويات قياسية جديدة ؟
بالطبع لا، وأكيد بنسبة 90% أنه لا يزال في جعبة الذهب مستويات قياسية جديدة ولكن بعد التصحيح حيث يمكن أن يصل الذهب إلى 2600 أو 2300$ ويبقى الترند صاعداً. إذا ما استعرضنا ترند الذهب من اين بدأ، من مستوى 1600 وسجل إلى الآن 3050 وفي حال سجل 3200, يكون ترند الذهب قد حقق 1600$ مكاسب، وتقنياً، تصحيح بنسبة 50% أمر جداً عادي في السوق. يعني 3200 - 800 = 2400.
نتوقع في فريق FBS بأن يدخل الذهب في ترند صاعد جانبي بين مستوى 2300 و-3000$ حتى عام 2027 2028 ثم من بعده يمكن للذهب أن يستأنف الترند الصاعد وتحقيق مستويات قياسية جديدة. طبعاً هذا كله خاضع للدراسات المعقدة ويمكن أن نكون مخطئين، والوقت في كفيل بإظهار مدى صحة نظرتنا للسوق أو لسعر الذهب.
أخيراً، ما هو العامل الذي سيتسبب في هبوط الذهب بهذا الشكل ؟ ليس هناك جواب واضح إلى الآن، إذ أن العامل أو الأخبار لا تؤخذ بعين نظر المحلل، ولكن من وجهة نظر قوية، هناك مقولة في السوق، اشتري الخبر الشائع وبع الحقيقة. يعني مثلاً ماذا لو كان من أهم الأسباب التي تدفع بالذهب إلى الأعلى في اليقين بأن الفيدرالي ذاهب إلى خفض الفائدة، ومعظم المستثمرون يشترون الذهب لأنهم على علم بأن هناك خفض للفائدة، وعندما يتم خفض الفائدة، يتم إغلاق نسبة من مراكز الشراء مما قد يسبب بموجة قوية من الهبوط ينظر إليها على أنها علامة خوف وقد يدفع ذلك إلى المزيد من تدحرج كرة الثلج.
مثل بسيط عن ما قلناه في الأعلى، في عام 2015, بعدما أن سجل الذهب مستوى 1150 وكان هناك بداية لرفع الفوائد، معظم السوق أو المحللون توقعوا للذهب الهبوط إلى 800 أو 700$ للأونصة الواحدة لأن رفع الفائدة من قبل الفيدرالي يسبب هبوط في سعر الذهب، ولكن ما التي حصل عندما تم رفع الفائدة ؟ بدا الذهب بالصعود بعكس ما كان هو متوقع لأن السوق كان يبيع الذهب على مبدأ بأنه هناك رفع للفائدة وعندما تم رفع الفائدة، فقد الخبر رونقه أو تأثيره وبدأ الذهب بالصعود أو الترند الصاعد من 1150 حتى 3050 إلى اليوم على نفس المبدأ، اشتري الخبر الشائع وبع الحقيقة.